تباري مستريح
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 29 تقييم الراحة : 75 درجة الراحة : 2 تاريخ الميلاد : 19/10/1985 تاريخ التسجيل : 05/09/2011 العمر : 39 الموقع : كل الناس العمل/الترفيه : ممرضة المزاج : سلس تعاليق : كل الناس أحبتي ، أنا لاأكره أبدا .. تمرنت على الهدوء وأنا جد سعيدة
| | المنازعات الزوجية: هل هي ظاهرة طبيعية؟ زواج بلا شجار.. طعام بلا ملح! | |
المنازعات الزوجية: هل هي ظاهرة طبيعية؟
زواج بلا شجار.. طعام بلا ملح!
إن الخلافات والمنازعات والمشاجرات تكاد تكون جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية... فكل الأزواج تقريباً يتنازعون، ولو أن الكثيرين منهم يخجلون من الإعتراف بهذه الحقيقة أمام الناس.
وبعض الأزواج يجفلون، ويستبد بهم الهلع والقلق عندما يجدون أنفسهم وجهاً لوجه أمام أول خلاف ينشأ بينهم بعد الزواج.. ويذهب بعض الأزواج والزوجات إلى الإعتقاد بأن هذه الظاهرة الخيرة هي بداية النهاية!
فهل صحيح هذا الإعتقاد.. هل صحيح أن الشجار بين الزوجين هو إشارة الخطر التي تنطلق معلنة قرب ارتطام سفينة الزواج بالصخور ثم الغرق؟
لقد قام ثلاثة من كبار علماء النفس، هم ديكسون تيري Dickson Terry والدكتور ألسون سميث Alson Smith ودوريس كلوس Doris Kauss والأخيرة امرأة تعمل مستشارة للأزواج.. قاموا بدراسة من واقع التجارب التي مرت بحياتهم وحياة غيرهم من الناس، وخرجوا بنتيجة هامة، وهي أن المنازعات الزوجية ظاهرة صحية..
الشجار... بداية البداية (فالنزاعات) ليست إذن بداية النهاية كما تصور البعض وإنما هي في واقع الأمر بداية البداية.. إنها النقطة التي يبدأ عندها الرجل والمرأة في السعي جدياً إلى التنسيق بين طباعهما وميولهما واحتياجاتهما وطموح كل منهما في الحياة..
ولكن.. قليلون هم الذين يدركون الأسباب والدوافع الحقيقية للمنازعات التي تنشب بين الزوجين، وخاصة في السنوات الأولى للزواج.. وقد يكون هذا هو السبب في فشلهم في حل خلافاتهم، وما يترتب على هذا الفشل، من فشل الزواج نفسه..
فالبعض قد يرى، كما قدّمنا، في هذا الشجار الذي يحدث بينه وبين شريك حياته لأي سبب، كارثة تهدد زواجه، وخاصة إذا وقع الشجار أو النزاع في الشهور الأولى للزواج، بعد خطبة سعيدة دامت شهوراً طويلة لم يتخللها أي شيء يعكر صفو العلاقات الطيبة بينهما.
الرجل أكثر من المرأة وهذا الشعور بدنو الكارثة، ينتاب الرجل أكثر مما ينتاب المرأة لأسباب عديدة، في مقدمتها أنه هو الذي اختار هذه المرأة دون سائر النساء لكي تصبح زوجة له تشاركه حياته.. حقاً أن زواجه بها لم يتم إلا بعد أخذ رأيها وموافقتها.. ولكن حرية الإختيار كانت له وحده ولم تتح لها هي.. فالرجل هو الذي يأخذ دائماً بزمام المبادرة في الزواج.. هو الذي يتقدم طالبا يد الفتاة التي اختارها قلبه، بعد أن تأكد أو تصور، أنه تأكد من أنها فتاة أحلامه التي مضى يبحث عنها سنوات وسنوات..
اختلاف الطباع والميول وكثيراً ما يصدق ظنه، ولكن ما أكثر أيضا أن يخيب هذا الظن، ويكتشف الرجل بعد الزواج، أنه قد تزوج إنسانة غريبة، تختلف عنه كل الإختلاف في طباعها وميولها ونظرتها إلى الحياة بصفة عامة!
ولكن حتى هؤلاء، لا يجب أن يتصوروا أن حياتهم الزوجية قد انتهت من حيث بدأت.. فليس من المعقول أن يجد الرجل صورة طبق الأصل منه في شريكة حياته.. وهي وأن استطاعت أن توهمه بهذا أيام الخطبة، إلا أنها قد عادت إلى أصلها وطبيعتها، وظهرت على حقيقتها بعد الزواج.. وهو شيء لا بد واقع في كل حال.
إن أبناء الأسرة الواحدة قلما يتشابهون وقلما تتفق أمزجتهم وعاداتهم.. وما أكثر ما يتشاجرون ويتنازعون.. فما بالنا بأبناء الأسر الغريب بعضها عن بعض، تلك التي لا يربط بينها سوى رباط المصاهرة وحده؟!
كيف نكيّف حياتنا ويرى علماء النفس أنه إذا أدرك الزوجان هذه الحقيقة، وإذا اقتنعا بأن ما يحدث بينهما من منازعات وشجار أمر طبيعي لا يجب أن يبعث على الخوف أو القلق.. وإذا أدركنا أيضا أن أفضل وسيلة للتخلص من الشعور بالغضب الذي ينتابنا في بعض الأحيان، نتيجة لهذا الخلاف، هي التنفيس عما يجيش في صدورنا من انفعالات ودفعها إلى السطح.. إذا أدرك الزوجان هذا كله، استراحا نفسيا وعرفا كيف يكيفان حياتهما الجديدة، ويتخلصان من أسباب الخلاف بينهما، التي كثيرا ما تكون صغيرة تافهة لا تستحق منا مجرد الوقوف عندها أو حتى التفكير فيها.
المناقشة بالمنطق والحجة ولكن كيف ننفس عن غضبنا، وكيف نعبّر عنه. هذا هو السؤال الذي يجيب عليه علماء النفس الذين اهتموا بدراسة ظاهرة المنازعات الزوجية.. إنهم يرون أن أفضل وسيلة لتسوية أي خلاف ينشأ بين الزوجين، هي المناقشة الهادئة بالمنطق والحجة.. فقد يختلف الزوجان مثلا في طريقة قضاء وقت الفراغ أو السهرة في البيت، فتبدي الزوجة رغبتها في مشاهدة التلفاز، بينما يرى الزوج أن البرامج التي تذاع غير جديرة بالمشاهدة وأنه يفضل أن يقرأ كتابا جديدا في هدوء على أن يجلس أمام التلفاز الذي يملأ نفسه سأماً وضجراً.. وتبدأ المناقشة في العادة في هدوء ولكنها لا تلبث أن تحتد مع إصرار كل منهما على موقفه ورغبته في تنفيذ ما أراد..
كلاهما على حق ونحن إذا ناقشنا موقف كل من الزوجين على حدة، وجدنا أن الزوجة على حق فيما طلبت وأرادت، فهي تتوق إلى تسلية نفسها بعد يوم شاق داخل جدران البيت.. ثم هي لا تجد هذه التسلية إلا في برامج التلفاز، حتى لو كانت سخيفة..
والزوج أيضا على حق، فهو يرى أن في قراءة كتاب جديد، غذاء لفكره وروحه، وهدوءاً لأعصابه المضطربة بعد يوم حافل بالمناقشات مع الزملاء في العمل..
ولو أدرك كل منهما ظروف صاحبه لما كان هناك سبب لهذا الخلاف الذي وقع بينهما.. ولو أمعن الطرفان النظر لاستطاعا بشيء بسيط من الحكمة وحسن التصرف، أن يجدا حلا لخلافهما.. فتبقى الزوجة مع جهاز التلفاز في إحدى حجرات البيت.. بينما ينتقل الزوج مع كتابه إلى حجرة أخرى وتنتهي المشكلة!
أسوأ ما يحدث بين زوجين ولكن ما يحدث بالفعل، يختلف اختلافا كليا عن هذا الحل الذي قد يغيب عن الأذهان رغم بساطته! وربما يكون قد خطر ببالهما أو ببال أحدهما ولكنهما يعزفان عن اللجوء إليه بدافع الرغبة منهما أو من أحدهما في فرض سيطرته على صاحبه!!
وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث بين زوجين.. هذا مثل، والأمثلة عديدة ومتنوعة لأسباب المنازعات والخلافات.. وهي تنبع، كما قدمنا من اختلاف البيئة التي نشأ فيها كل من الزوجين، واختلاف الطباع والعادات وغير ذلك.
عوامل أخرى خارجية ولو أن هناك عوامل أخرى خارجية لها أثرها في تلك المشاجرات التي تحدث بين الزوجين، كتدخل الأقارب في حياتهما والحموات بصفة خاصة أي والدتي الزوج والزوجة..
ثم هناك بعد ذلك الأطفال.. فوصول الطفل الأول قد يؤدي إلى إشاعة جو من التوتر في البيت، ويضيف أسباباً للخلاف نتيجة للجهد الذي تبذله الأم في العناية به وتربيته.. وما يترتب على ذلك من تعب وإرهاق لها.. ثم هناك مشاكل المال وما أكثرها.
غيرة الزوج من طفله وقد يؤدي انشغال الأم بمولودها إلى نتيجة أخرى.. وهي إثارة الغيرة في نفوس بعض الأزواج الذي يشعرون بأن اهتمام زوجاتهم بهم قد فتر، بعد أن استأثر هذا القادم الجديد بكل وقتها..
يقول أستاذ علم النفس هارولد فلدمان Harold Feldman بجامعة كورنيل الأمريكية أنه قد ثبت من الدراسات التي قام بها أن الأزواج الذين يرزقون بأطفال، أكثر تعرضا للمنازعات من الذين لم ينجبوا أطفالا.. ولهذا فهو ينصح كل زوجين بألا يفكرا في إنجاب الأطفال إلا بعد أن يتأكدا من أنهما قد نجحا في تكييف طباعهما وأمزجتهما حتى لا يكون وصول الطفل عبئاً جديدا عليهما وسببا من أسباب ازدياد خلافاتهما..
التسليم بحتمية النزاع ويرى الدكتور ألسون سميث أن الزوجين الحكيمين إذن، هما اللذان يسلمان في أوائل عهدهما بالزواج، بأن لا مفر من المنازعات، ثم يتفقان على أسلوب الشجار بينهما والطريقة التي سيتبعانها في حل خلافاتهما.. فهناك فارق كبير بين أن يختلف رجل مع امرأته على موضوع معين، ثم يجلس الإثنان ويبحثان خلافاتهما بهدف الوصول إلى حل لها.. وبين أن يختلف الزوجان ثم يتضح أن السبب الأساسي لهذا الخلاف هو رغبة كل من الزوجين في فرض شخصيته أو كلمته.
الشجار أمام الناس وأسوأ ما يمكن أن يحدث بين زوجين أن ينشب نزاع بينهما في مكان عام أو أمام الأقارب أو الأصدقاء.. وما قد يترتب على ذك من إفساح المجال للغرباء بالتدخل ونصرة رأي أحد الزوجين على الآخر.
فالنتيجة التي لا مفر منها في مثل هذه الحالة، هو أن يتمسك كل طرف برأيه، في محاولة لحفظ ماء وجهه، فضلا عما يثيره هذا التدخل من شعور في نفس الزوج والزوجة معا بأنهما قد أصبحا غريبين.. وما يتركه من رواسب يكون لها أسوأ الأثر في مستقبل العلاقات الزوجية.
فأي شجار يحدث بين الزوجين يجب أن يسوّى بينهما دون أن يتركا المجال لأحد، مهما كانت علاقته بالطرفين، بالتدخل لفض هذا النزاع.
تجربة لازمة للأطفال وبالرغم من أن الرأي قد اختلف فيما إذا كان يجب أن يسمح للأطفال بأن يروا ويسمعوا ما يحدث بين أبويهم من مشادات أم لا.. إلا أن معظم النظريات العلمية الحديثة تقول بأن المناقشات، حتى وإن احتدت بين الوالدين، أمام الأطفال، ليست بالشيء السيئ أو غير المحبب، بل على النقيض من ذلك، فهي تجربة طيبة ولازمة في حياة الطفل، لأنها تزيل الخوف الذي يساوره من نتائج الشجار، طالما أنه قد تعلم أن كل نزاع ينتهي نهاية سعيدة.
ثم أن رؤيته لهذا الشجار الذي حدث بين والديه، أفضل بكثير من محاولة إخفائه عنه، لأنها محاولة غير مجدية تضر به، وتترك العنان لتخيلاته.
ولنتصور طفلا في الخامسة أو السادسة مثلا، بدأ والداه مناقشة أمامه، ثم ما لبثا أن شعرا أن صوتيهما قد ارتفع، فتركا الطفل حيث هو، ودخلا غرفتهما وأغلقا الباب عليهما، ريثما ينتهيان من تسوية ما بينهما من خلاف.. ترى كيف يكون حال مثل هذا الطفل، وهو يسمع صوت أبيه وأمه، دون أن يدري ماذا يحدث بينهما؟ إنه يصاب بعقد نفسيه لا سبيل لشفائه منها.
نبذ العنف المهم في الأمر، ألا تتخذ هذه المناقشات والمجادلات طابع العنف أمام الأطفال.. يجب أن تكون دائماً مناقشات بناءة.. الهدف منها أولا وأخيرا التقريب بين وجهات نظرهما وتسوية ما بينهما من خلافات حفاظاً على كيان الأسرة..
فلا يجب أن ننزعج إذن لما يحدث بيننا من منازعات.. فالشجار دلالة صحية.. وزواج بلا منازعات وبلا شجار، هو زواج ميت.. أو هو أوشك على الموت.. أو هو أخيراً زواج يعاني من سوء التغذية العاطفية. | |
|