[size=21]
لافتة رقم (01): الطوباوي
طوباوية، نسبة الى طوبي.. وطوبي كلمة اصلها يوناني U-Topos وتعني حرفياً
المكان الذي لا وجود له. وكان توماس مور 1535-1478، أول من استخدم هذه
الكلمة.
والطوبي مفهوم يشير الى تصور مجتمع متعذر التحقيق او مستقبل متناقض مع واقع
راهن. ثم اطلق على كل فكر يتجه نحو رؤية مستقبل ما، او تصور مجتمع جديد
وغير مؤسس على فهم علمي لقوانين تطور المجتمع والتاريخ، صفة الطوباوية..
ولهذا غدت الطوباوية مرادفة لأي مشروع اجتماعي او علمي او تقني غير قابل
للتنفيذ..
واستناداً الى ذلك فإن مصطلح الطوباوية لا يتطابق مع مفهوم الطوبي. الطّوبي
مفهوم متعدد المضامين أكثر من مفهوم الطوباوية كنزعة في التفكير.
فالطوباوية تدل على كل ما هو غير واقعي وغير قابل للتحقق الى ما هو خيالي
ووهمي. وفي الطّوبي تبرز العلاقة بين العاطفي والعقلي وبين الاجتماعي
والنفسي وبين الذاتي والموضوعي. في الطوبي يبرز العامل العاطفي أكثر من
العقلي ويتقدم عالم الاماني على المعرفة الواقعية.
والطوبي تقوم (بمثلنة) مرحلة اجتماعية محدودة كالمشاعية او الاقطاعية.
فطوبى يامبول مثلاً، كانت في وقتها مثلنة المرحلة المشاعية. ومثلنت طوبى
افلاطون المرحلة العبودية، اما طوبى مور وكامبانيلا 1568-1639 فقد مثلنت
الاشتراكية. ولتصنيف كهذا دلالة تاريخية - عينية، اي انه تصنيف لا ينطوي
على معنى الا في اطار عصر تاريخي محدد.
- الطوباوية شكل من اشكال المعرفة الفردية او الاجتماعية التي توجد وعياً
جديداً عن طريق تركيب ذهني متحقق في تصورات او نماذج من تصورات اجتماعية
حول المستقبل. وأهم سمة من سمات المعرفة الطوباوية هي (المطلقية) - جعل
الشيء مطلقاً - المشروطة بميوعة الحدود القائمة بين الوعي واللاوعي، بين
العقلي والعاطفي والمرتبطة بمستوى ضعيف من تفكير لا يأخذ بعين الاعتبار
الاختلاف.
- تظهر الطوباوية في صورة مؤلفات وابداعات كالطوباويات مثلاً، وبالتالي
فالمؤلفات الطوباوية - ومنها الطوباويات - هي نموذج ذهني تركيبي لنظام
اجتماعي ينظر اليه صاحبه بوصفه حقيقة مطلقة وكلي لا سيما وانه نموذج يطمح
نحو تحقيق المثالي، او الكامل، اي تحقيق وضع اجتماعي او وجود انساني خالٍ
من التناقض والصراع.
- الطوباوية نمط من التفكير لا يميز بين الاساسي والثانوي، ولا يقيم
الاختلاف بين الواقعي والتخيلي، بين الذاتي والموضوعي، وكل شيء يتحول فيها
الى اساسي بدءاً من وقائع العلاقات الاجتماعية والاقتصادية مروراً بالاعراف
والتقاليد وانتهاءً بفن العمارة.. ألخ.
- لا وجود في الطوباوية للتاريخ لا وجود للعلاقات القائمة في الزمان بين
الظواهر التاريخية، ولا وجود للتواصل التاريخي، بل هناك انفصال ولاسيما على
صعيد الحياة الروحية والاخلاقية. ولهذا فالطوباوي ينفي ارتباط آرائه
وطوباه. بالتطور الروحي الماضي للإنسانية.