[size=16]لا
تعتبي على إدارة هذه الجمعية اللغوية الترجمية إذا كانت جادة في تعاملها
مع المنتسبين إليها والمشاركين فيها ..هي ليست منتديات فقط هي جمعية كما
تلاحظين ..تصفحي وتأكدي ..واعذري ..وإليك ولغيرك بعض الدوافع النفسية
والبواعث الاجتماعية والحوافزالوظيفية المؤثرات الاقتصادية والغيابات
التشريعية والاختلالات القانونية وترهل المجتمع والتأثيرات الخارجية
وقابلية التقليد وغيبوبة الضمير ..كل تلك العوامل مجتمعة تظافرت لبروز
وشيوع هذه الظاهرة القاهرة..وإليكم نموذجا عن الأسباب والنتائج.
[size=25]البريئة والمذنبان

زهراء فتاة جنوبية المنشأ مشرقية الانتماء حضارة ودينا
..لا تعرف عن عالم الذكورة شيئا.. ترعرعت في حضن حضارة وثقافة وعادات
وأعراف عريقة متأصلة.. وقيم دينية فهما وسلوكا.. تميزتصرفات زهراء الحشمة
والوقار..
كانت تعيش عيشة راضية بين أحضان أهلها في قرية هادئة..
تتبادل مع أخواتها الأربع: رشيدة، سناء، سعاد وفريد حكايات مخالفة للمألوف
وللمتعارف عليه عمدا ..وبذلك أضحت تعد مصدرا ثابتا ومخزنا ثريا لبعث
السرورفي نفوس أفراد أسرتها المتماسكة اجتماعيا واقتصاديا.. ومن حين
لآخركان يحلولها مداعبة أمها.. فاطمة فتثير قلقها تارة ..هذه الأم التي
أرهقتها شؤون البيت ومتطباته ومطالب الأبناء اللامتناهية.. ومن فترة لأخرى
كانت زهراء تسابق أختيها الصغيرتين في خدمة الأم ..فلا يستطيعان مجاراتها
في ذلك..
لقد كانت نعم الفتاة خُلقا وخِلقة ..حباها الله جمالا إضافيا تميزت به عن
نظيراتها وزادها بسطة في جسدها المتكامل الأشكال والأبعاد الهندسية.. رشاقة
وخفة تحاكي الحمام في مشيته..جمالها يسبي الأنظار..لم يعرف جسدها لا
تزيينا ولا مساحيق.. خدود تنافس ورد بن نعمان في حمرته وعيون فرعونية
المساحة اتساعا اشتد سوادهما والبياض معا..وذلك ما كان يزرع الخوف في نفس
أمها خشية من عين حاسد أومن كيدغيور..
بعد أن تجاوزت زهراء ثمانية عشرسنة من عمرها اكتشفت جمال أنوثتها ومتطلباته
وأحست بحاجة غريبة وملحة كانت تدفعها إلى التطلع لمعرفة أسرارأي رجل تراه
على شاشة التلفزة.. وكانت كلما انتهت من مشاهدة حصة أوفيلم إلا وطرحت أسئلة
متنوعة تتعلق بطبيعة الرجل وعن الكيفية المثلى للتعامل معه.. وبعد تساؤلات
كثيرة واستفسارات متعددة تبادلتها مع أخواتها الثلاث أدركت أخيرا أن هذا
الأمرالمحيرالذي طرأ على أحاسيسها ومشاعرها ما هوسوى شأن طبيعي بل آية من
آيات ما أودع الله في خلقه..
وفي أحيان أخرى تحدثها نفسها بأشياء غريبة تدعوها للتمرد على نصائح
أمها..ولكن تربيتها الدينية وأخلاقها الراقية كانت تقف دائما حاجزا في وجه
أية مغامرة قد تضعف أمام مغرياتها..
أما أعين أمها فلا تكاد تبرح ساحتها بمراقبة صارمة لكل حركاتها وتصرفاتها
.مسجلة في ذاكرتها أي تحول أو تغيريطرآن على سلوك ابنتها.. فكانت ترشد
وتنصح وتتساءل عن مصدرأي سلوك جديد..
وتمني نفسها داعية راجية في صلاتها من العلي القديرأن يهب ابنتها عريسا
متكامل الشخصية.. قوي البنية، ترضاه لعزيزتها الحسناء.. زهراء ..زهرة البيت
النضرة ووجهه المتألق ودرته النفيسة..
وذات يوم استيقظت الأم فاطمة على تصرف غريب صدرعن ابنتها ..
إذ عوضا من أن تقول لأمها صباح الخيرتلفظت بعبارة ممجوجة اجتماعيا وتعتبر - في كثير من الأحيان - تجاوزا لكل حياء:
ضاعت الحياة..
الأم: صباح الخيريا ابنتي هل غسلت الأواني؟
زهرة : ضاعت الحياة
الأم: نعم؟.. نعم.. ماذا قلت؟
زهراء : ضاعت الحياة
الأم: ما هذا الهراء الذي تتلفظين به يا بنتي؟
الفتاة :ضاعت الحياة
وكررت كلمتها هاته التي لم تتلفظ بغيرها لمدة ثلاثة أيام كاملة..
ولما لم تجد الأم حيلة لاستيعاب ما طرأ على نفسية إبنتها اشتكت أمرها إلى أبيها مستنكرة الكلمة " العيب "
الأم للأب:لقد صارت ابنتنا تردد ألفاظا تعتبرعيبا كبيرا لدى الكثيرمن العائلات..لا يصدق الأب في أول الأمرثم يتوجه إلى ابنته مباشرة
الأب : ما بك يابنيتي؟ أصحيح ما تقوله أمك عنك؟
الفتاة : ضاعت الحياة
الأب: آه.. يا دنيا .. يا ابنتي لقد سكنك هؤلاء العفاريت.. الله يستر...
الأم والأب يتفقان على ضرورة عرض ابنتيهما على إمام المدينة ليرقيها لعل شيطانا ما أصابها بمس
الإمام لزهراء: ما بك يا بنيتي ؟إن كنت تريدين شيئا ما.. وتخشين البوح به لأبويك فاذكريه لي أنا.. وأعدك بتحقيقه..
الفتاة : ضاعت الحياة
الإمام :أتريدين الزواج؟
الفتاة : ضاعت الحياة
وبعد أن يئس الإمام من محاولاته تلك نصح أباها بضرورة الذهاب بها إلى طبيب نفساني عله يجد حلا لهذا اللغز المحير..
عندما دخلت زهراء عيادة المحلل النفساني حاورها هذا الأخيرمرارا.. وبأساليب
وحيل مختلفة لكن دون جدوى.. وبقيت الفتاة مصرة على ترديد عبارتها المعهودة
"ضاعت الحياة "
أعاد محاورتها مرة أخرى وبطرق متعددة وبأساليب علمية، غاية في التعقيد
طارحا على مريضته أسئلة مفخخة ظنا منه أنها ربما تجعلها تبوح بعبارات تفيده
في بحثه وقد تقوده بالضرورة الى معالم مفيدة في تحليل نفسيتها ومن ثم
الوصول إلى العوامل الأولية التي كانت سببا في بروزهذاالمشكل.. لكن كالعادة
دون جدوى.. اقترب منها وحاول نزع بعض ثيابها باحتشام وتردد . ولكن الفتاة
لم تبد أي اعتراض .. فتمادى، تشجع وواصل خلع بقية الملابس الخارجية منها
وكذا الداخلية.. ظنا منه أن شيئا ما يكون بجسدها وهوسبب المحنة..
انتهى من خلع آخرقطعة كانت ترتديها وفي هذه الأثناء وباعتبارالفتاة كانت
تفيض أنوثة وجمالا رائعين لم يتمالك نفسه.. ولم يتمكن من مقاومة انتصاب
جهازه التناسلي.. فاقترب أكثرواستقال ضميره من وظيفته وانعدم الإحساس
بالزمن وسلطان القيم والأخلاق عنده.. ووضع آلة الإنجاب لديه على موضع أعزما
تملكه أية فتاة.. فأبدت زهراء أية تمنعا بسيطا وهي الراغبة .. واعتقد
المحلل في نفسه أنه نال ما لم يكن في حسبانه ووقعت الواقعة
المحلل النفساني : ألا تقولين الآن ما بك ؟
أهذا ما تريدين؟.. وقد أزعجت أهلك جميعا وحيرت أمك وأباك؟
قالت زهراء :ضاعت الحياة.. ثم ابتسمت.. فاستبشرالمحلل النفساني خيرا وأيقن
ان العقدة قد حلت ..ألح عليها لتصارحه بالحقيقة، التي جعلتها لا تردد إلا
عبارة" ضاعت الحياة "
قالت زهراء: الآن سأخبرك بالحقيقة..لقد كنت أعيش مع أهلي عيشة راضية وفي
يوم من الأيام زارنا ابن عمي المقيم بديارالغربة فأعطاني حبة حلوى على شكل
قرص صغير.. وبعد أن تناولتها لم أعد أعي شيئا .. ربما نمت.. ثم أدركت أني
قد فقدت عذريتي.. فغضبت وطالبته بضرورة التقدم لخطبتي فوافق على الفور..
لكنه عندما غادربيتنا أخبرني بخبرأذهلني وأهلكني.. أنه مصاب بفيروس
الأيدز...
وفي هذه الاثناء أطلق المحلل النفساني العنان لصرخة مدوية رددت صداها جدران
عيادته.. أسرع الأب من كانوا ينتظرون دورهم للقيام بعملية الفحص
والمعاينة.. يتساءلون عما جرى للطبيب المحلل النفساني..
خرج إليهم المحلل النفساني وقد برزت عيناه وكأنه رأى الموت مجسدا أمامه ..
أول من التقى به على عتبة الباب..كان أب الفتاة الذي سأل عما جرى لابنته فكان جواب الطبيب المحلل :
ضاعت الحياة.. ضاعت الحياة...
الأب: يا حكيم ما بها ابنتي؟
الحكيم:ضاعت الحياة.. ضاعت الحياة
.
[/size][/size]