علاج الوسواس القهرى
1.اختيار العلاج غالباً ما يكون اختيار
العلاج حسب شدة الوسواس وضعفه. فيبدأ العلاج النفسى (العلاج المعرفى
السلوكى فقط أو العلاج المعرفى السلوكى والدوائى).
ونوع الدواء يختلف حسب
شدة الوساوس وعمر المريض. ففى الحالات البسيطة نستخدم العلاج المعرفى
السلوكى فقط, وعند شدة الوساوس القهرية نضيف الدواء أو نستخدم الدواء
فقط. وفى المرضى صغار السن غالباً ما نستعمل العلاج المعرفى السلوكى فقط.
2.العلاج المعرفى السلوكى
يتكون من العلاج المعرفى والعلاج السلوكى:
أ- العلاج السلوكى:
ويشمل التعرض ومنع الاستجابة:
التعرض يعتمد على حقيقة
أن القلق عادة ما يقل بعد مواجهة الشىء المثير والمقلق والمخيف فترة
كافية. وهكذا فالمرضى الذين لديهم وساوس متعلقة بالجراثيم لابد وأن يبقوا
فى مواجهة أو ملامسة الأشياء التى يظنون أنها ملوثة حتى يختفى القلق
المتعلق بها. وبتكرار التعرض يتعود المريض على المثير أو الشىء المخيف
ويقل القلق حتى يصل إلى درجة لا يخاف فيها أبداً من مواجهة المثير المسبب
للوساوس. ولكى يتم عمل تعرض ناجح لابد وأن نساعد المريض لكى يتوقف عن
الطقوس الوسواسية والسلوك التجنبى (أى تجنب القرب أو رؤية أو فعل أو لمس
أى شئ يثير القلق والوساوس)؛ كمثال المريض الذى يخاف الجراثيم لا ينبغى
فقط ملامسة الأشياء التى يظن أنها ملوثة ولكن لابد أن ينتهى عن الطقوس
المصاحبة كغسيل اليد عدة مرات حتى ينتهى القلق.
ب- العلاج المعرفى
أما العلاج المعرفى
والذى لابد أن يضاف إلى العلاج السلوكى فيتلخص فى مقاومة وتغيير الأشياء
والأفكار الخاطئة فى حسابات الخطر أو تضخيم الإحساس بالمسئولية الشخصية
والذى يلاحظ غالباً فى مرضى الوسواس القهرى.
فقد ظهر أن هذه
المفاهيم والمواقف الخاطئة لها دور كبير فى وجود واستمرار أعراض الوسواس.
لذلك يجب مناقشتها وتغييرها لما لها من أثر على السلوك.
3- نـوع الـدواء
لقد ثبتت فاعلية الدواء
فى علاج الوسواس القهرى فى محاولات ودراسات كثيرة وفى الواقع العملى.
ومن بين المجموعات الدوائية فى علاج الوسواس القهرى مجموعة تقوم بتثبيط
استرجاع مادة السيروتونين إلى داخل الخلية العصبية.
وتتميز هذه المجموعة
بقلة الأعراض الجانبية وهى من أكثر الأدوية فاعلية فى علاج الوسواس
القهرى. ولكن إذا لم يتحسن المريض على الجرعات الدوائية المعتادة، وجب
زيادة الجرعة تدريجيا خلال (4 -
أسابيع.
وإذا حدث تحسن جزئى على
الجرعة الدوائية المعتادة وجب زيادة الجرعة إلى الحد الأقصى المسموح به
خلال (5- 9) أسابيع من بدء العلاج ويعتبر الدواء غير فعال ويجب تغييره إلى
مجموعة أخرى أو إضافة دواء آخر إذا لم يشعر المريض بتحسن خلال (2 - 3)
شهور.
وعند التحسن الكامل يجب
الاستمرار فى تناول الدواء, لأن هناك مرضى بحاجة إلى العلاج المستمر
لظهور الأعراض بعد ثلاث أو أربع مرات من المحاولات العلاجية خصوصاً فى
حالات الوساوس الشديدة التى تؤثر على العمل والنشاط الاجتماعى للمريض ويبقى
حساب المصالح والمفاسد:
هل تكلفة الدواء
والانتظام عليه وتحمل الأعراض الجانبية أشد أم تحمل الوسواس القهرى؟ حيث
أنه يسبب ارتباكاً فى حياة المريض المهنية والاجتماعية, الإجابة عند
المريض.
هناك مرضى كثيرون
يرفضون العلاج, ووجد عند رفض الدواء أو عدم الانتظام فى العلاج السلوكى
وواجباته ونشاطاته أن للوسواس أعراض لها تأثيرات نفسية هامة ترمز إلى شىء
ما, تجعل المريض يقاوم الإقلاع عنها.
وهنا يأتى دور الطبيب النفسى ليتأمل ويغوص فى أغوار النفس ليكتشف أسباب الرفض مما يؤدى إلى تحسن حالة المريض.
وعلاج الوساوس القهرية
والنفسية عموماً ليست بالمهدئات أو المخدرات كما يظن البعض, وهى أدوية لا
تؤدى إلى الإدمان كما سبق وأوضحنا فى المقدمة حتى لو استخدمت لفترات طويلة
بشرط أن تكون بناء على الوصف الطبى المتخصص والمتابعة الجيدة, وحينئذٍ
يحدث التحسن تدريجياً وأحيانا يحدثً ببطء, لذا يجب على المريض أن لا يفقد
الأمل، وليعلم أن الأعراض الجانبية إن وجدت غالباً ما تزول بعد عدة أيام
من الاستمرار على العلاج.
-
ليس هناك علاج
واحد مناسب لكل إنسان، حتى ولو لم يتم التحسن لفترة طويلة أو زاد المرض أو
ظهرت أعراض جانبية. عليك بمراجعة الطبيب النفسي لتعديل الجرعة أو تغيير
الدواء.
-
التحسن واختفاء
الأعراض لا يستلزم وقف الدواء بدون الاستشارة الطبية تماماً مثل الأمراض
العضوية الأخرى فهناك من يشفى بإذن الله تماماً, ومنهم من يتحسن جزئياً
والقليل النادر الذى يستمر معه المرض لفترات طويلة وهؤلاء على الأرجح من
يرفضون العلاج المعرفى السلوكى.
-
كثيراً ما يؤنب
المريض نفسه ويشعر أن له دوراً فى حدوث هذه الوساوس لضعف نفسه أو قلة
إيمانه، فنقول له إن السبب يرجع إلى المرض الذى لابد من علاجه أولاً،
وثانياً يمكنك أن تطمئن نفسك وتخلصها من الإحساس بالذنب بما جاء عن النبي
صلى الله عليه وسلم
قال:
;إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به
أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به (رواه مسلم)، وعن أبى هريرة رضي الله
عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم
فسألوه:
(إنا نجد فى أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان). (رواه مسلم).
فقد أخبر النبى
صلى الله عليه وسلم
أن الله عفا عن حديث النفس إلا أن
تتكلم أو تعمل به. فالفارق كبير بين حديث النفس وبين الكلام، وأخبر أن
الإنسان لا يؤاخذ إلا عندما يتكلم به، والمراد حتى ينطق اللسان باتفاق
العلماء وأما فى الأفعال القهرية فنقول للمريض حاول وتجلد واستعن بالله ولا
تعجز مع العلاج السلوكى والدوائى.
وسئل النبي
صلى الله عليه وسلم
عن الوسوسة فقال: تلك محض الإيمان. ومعنى قوله
صلى الله عليه وسلم:
ذاك صريح الإيمان, أو تلك محض
الإيمان: أن استعظام الكلام به هو صريح الإيمان فضلا عن الخوف منه والنطق
به وهذا يعنى استكمال الإيمان ونفى الريبة والشكوك عن صاحبه