مثال (9):
ابنى
دائم الشكوى يقول: دماغى بتقولى اشتم الناس كلها. وإن أمك وحشة ماتاكلش
من إيديها (ويبكى ويقبل يد أمه) ويقول أيدك حلوة يا ماما). ويقول عندى
كلام فى دماغى يقول لى: إخواتك وأمك وجدتك وحشين، وألاقى دماغى دايماً
فيها كلام كثير. أحيانا كثيرا يبكى ويقول لأخته وأولاد الحارة: هل فى
دماغكم كلام كثير زى اللى فى دماغى؟ وتقول الأم: ابنى رافض يتفرج على
التليفزيون علشان لما بيشوف أى حاجة تفضل تتكرر فى دماغه طول النهار.
العـلاج:
لأنه
من الصعب تطبيق العلاج المعرفى السلوكى مع هذا الطفل اكتفينا بالعلاج
الدوائى فقط بجرعة قليلة جدا قرص كل مساء. اختفت هذه الأفكار بعد ثلاثة
أسابيع من بداية العلاج، مما أكد صحة التشخيص.
-
تم نصح الأم بالاستمرار فى العلاج لمدة ستة أشهر وعرضه مرة أخرى للتأكد
من التشخيص وأخذ قرار العلاج أيضا ثم بعد أخذ رأى زميل آخر كما تنصح
المراجع العلمية.
مثال (10):
مريض
يبلغ من العمر (33) سنة يقول: حضرت درس دينى كان موضوعه أن من يتلفظ
بالطلاق ولو بالهزل يقع الطلاق، ومن يسب الدين فهو كافر خارج من ملة
الإسلام.
قفزت
إلى ذهنى بعد الدرس فكرة أن كل كلمة أقولها من الممكن أن يكون معناها سب
الدين، و أخاف أن أتلفظ بكلمة الطلاق بأى معنى. وبسبب ذلك تركت الورشة
وانعزلت عن الناس لدرجة إنى أحيانا، أضع يدى على فمى حتى أصمت وأمنع أى
كلمة تخرج من فمى بسب الدين أو الطلاق.
وكان
المريض يعانى قبل ذلك من مشكلة تكرار الوضوء وإعادة الصلاة وغسيل يديه
عند لمس أى شئ (حوالى 6. مرة فى اليوم) وكان يستغرق ساعتين على الأقل فى
الاستحمام كل يوم. وكان يعانى أيضا من تكرار كلمات الصلاة والأذكار
والقرآن.
خطة العلاج:
الجلسة الأولى: فى الأسبوع الأول:
- تم كتابة العلاج .....
- ذكر أحاديث [إن الله تجاوز لأمتى.... ] [إن أناسا من أصحاب النبى e وجدوا ما يتعاظم فى صدورهم... ].
وهنا اطمئن قلبه مؤقتا وتم الاتفاق على بدء العلاج السلوكى بعد اسبوع.
الجلسة الثانية - الأسبوع الثانى:
- علاج الأفكار الوسواسية وتتمثل فى:
- اقبل وجود الفكرة وعش معها .. (تم شرحها).
- مبدأ وجود الفكرة بدون القلق المصاحب لها ... (تم شرحه)
ضرورة وقف المناجاة الصامتة ...
- مبدأ إن أردت أن تنسى شيئا فأنت تتذكره ...
الجلسة الثالثة - الأسبوع الثالث:
- بدأنا بكتابة الأفكار بالتفصيل - رفض الكتابة وقال: صعب
- قلت له: احضر كل يوم لنحكى الحكاية معا.
- فقال المريض: بفلوس أم مجانا؟
- قلت له: بفلوس.
- قال: خلاص كل يوم أكتب أحسن وأوفر الفلوس.
- أحضر المريض كشكولا وبدأ فى كتابة أفكاره بالتفصيل الممل لمدة ساعة يوميا.
الجلسة الرابعة - الأسبوع الرابع:
يقول المريض:
- مازالت الأفكار كما هى ولكن القلق قليل.
- بطلت تكرار الكلمات وإعادة الصلاة.
- ضغطت على نفسى ولا أكرر الوضوء.
- غسيل اليدين وصل إلى (2.) مرة فى اليوم.
تم الاتفاق على:- الاستمرار فى كتابة الأفكار (ثلاث صفحات مرتين فى اليوم).
- عدم غسيل اليد مطلقاً إلا قبل الأكل وبعد الخروج من الحمام.
- الاستحمام قبل النوم فقط ولا يتعدى نصف ساعة. وعلى الزوجة تنبيهه بعد مرور (2.) دقيقة ويتم غلق محبس المياه بعد (3.) دقيقة.
الجلسة الخامسة - الأسبوع الخامس:
يقول المريض: - لم أعد أخاف من الأفكار وورودها على عقلى.
- اكتشفت أن هده الأفكار لا تمثلنى ولكنها تمثل مرض الوسواس القهرى كما قلت لى.
- مازلت أكتب الأفكار ولكنها لا تأخذ إلا صفحة واحدة فقط (9 مرات فى نصف الساعة).
-
قل غسيل يدى كثيراً ولكنى عندما اسلم على أحد غير نظيف أو يده مبللة أو
بها عرق أغسل يدى ولكن بالماء فقط وبدون صابون ومرة واحدة. وأصبح غسيل
اليد (
مرات فى اليوم فقط.
-
أصبحت لا أكرر الكلمات فى الصلاة ولا أعيد الوضوء أو الصلاة بعد أن عرفت
أن الخروج من الصلاة وتكرارها هو عدم احترام لها وأنا أقف أمام الله.
وأن استعمال الماء الكثير محرم وأن زيادة عدد مرات غسيل اليدين أو
الرجلين فى الوضوء عن ثلاث مرات فيه إساءة. ولكنى مازلت قلقا أن يحدث أى
خطأ.
- تم الاتفاق عل نفس النظام السابق.
الجلسة السادسة - الأسبوع السادس:
يقول المريض: - أصبح ورود هذه الأفكار على عقلى فى أوقات الفراغ، وعندما لا أكون منشغلا فقط.
- لست قلقاً من هذه الأفكار أبداً وأعرف أنها تافهة.
- أريد التوقف عن كتابة هذه الأفكار.
- غسيل اليدين لا يتجاوز (4) مرات فى اليوم.
- الاستحمام فى المساء لا يتجاوز (2.) دقيقة.
-لم يحدث هذا الأسبوع تكرار الكلمات أو إعادة الوضوء والصلاة.
الجلسة السابعة - الأسبوع السابع:
يقول المريض: - أصبح انشغالى بالأفكار مثل انشغال أى إنسان باللوحات المعلقة على الحائط.
- توقفت هذا الأسبوع عن كتابة هذه الأفكار.
- لا أغسل يدى إلا بعد الخروج من الحمام وقبل الأكل وعند الضرورة فقط.
- الاستحمام ينتهى قبل تنبيه الزوجة (أقل من عشرين دقيقة).
- لا يصيبنى أى قلق أثناء الوضوء أو الصلاة أو بعدهما
(إنما الأعمال بالنيات). وتوقفت الجلسات.
مثال (11): (البطء الوسواسى)
رجل
يبلغ من العمر (46) سنة يشكو من استغراقه وقت طويل (ساعتين) فى قضاء
الحاجة (الحمام) لكى يتأكد تماماً أن مثانته قد خلت من البول، وأن
المستقيم قد خلا تماماً من الغائط (البراز)؛
وذلك للرغبة فى الوصول إلى الكمال فى الطهارة وغيرها، ولعدم قدرته على احتمال عدم القيام بالشىء كما ينبغى وعلى أكمل وجه.
استغراق
وقت طويل جداً فى الاستحمام (3) ساعات لكى يتأكد من وصول الليفة
والصابون والماء إلى كل مكان فى جسمه، وغسل كل عضو من أعضاء الجسم عدد
معين (3) مرات (عدد جيد)، ولو أخطأ فيه أو نسى يعيد ويكرر الغسيل والعد.
غسيل جسمه يكون بنظام معين؛ من أعلى لأسفل، ومن اليمين إلى الشمال، وبترتيب معين لكل عضو.
تجفيف الجسم له نفس الطقوس ونفس النظام ونفس العدد.
وكلما حاول الإسراع، أضغطت عليه زوجته وأولاده
يزداد البطء أكثر فأكثر، واستغرق وقتاً أطول.
عند
ارتداء الملابس والاستعداد للخروج لابد من وضع الملابس على السرير بنظام
معين، ولابد أن يكون خط أزرار القميص متعامداً مع حزام البنطلون وفى
المنتصف تماماً - الحرص على عدم وجود أى كسرات فى القميص من الأمام عن
دخوله ى البنطلون، ولابد من دخول القدم داخل البنطلون بدون لمس القماش.
ولو حدث يعيد إخراج رجله وإدخالها مرة أخرى خوفاً من حدوث شىء غير سار،
ولابد عند ارتداء الملابس البدء فى نظام معين وبترتيب معين لا يتغير. وإذا
لم تسمح الظروف بذلك ينتظر ولا يتساهل أبداً.
يقوم
بتمشيط شعره إلى اليمين قبل ارتداء الملابس، ثم يقلبه على الشمال عند
الخروج - لبس وتلميع الحذاء عند كل خروج وبنفس النظام - رباط الحذاء يجب
أن يكون فى صورة دائرتين متساويتين فى القطر، وإعادة ربطهما عدة مرات إن
لم يكونا كذلك (3) مرات (عدد جيد).
لقد كان هذا المريض
مستغرقاً تماماً فى طقوسه، وأصبح القيام بالعمل على الوجه الأمثل، (والذى لا يحدث دائماًَ)
أهم عنده من العمل نفسه وإنجازه -
صورته أهم من محتواه.
الخطة العلاجية:
تم عمل القائمة الأساسية للتعرض ومنع الطقوس
مسلسل
| العـرض
| شـدته
|
1
| رباط الحذاء مرة واحدة وفى صورة تلقائية بدون دقة
| 5
|
2
| تلميع الحذاء عند الضرورة فقط وليس عند كل خروج
| 5
|
3
| ارتداء الملابس بدون طقوس النظام والترتيب
| 7
|
4
| الخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة سريعاً
| 9
|
5
| الاستحمام المختصر بدون النظام والترتيب والدقة
| 1.
|
تم
عمل قوائم فرعية صغيرة والبدء فى برنامج التعرض ومنع الطقوس قائمة
قائمة بدءاً بأقلها إحداثاً للقلق، وانتهاءً بأشدها حتى تحرر المريض من
كل طقوسه ومن القلق الحادث بالامتناع عنها.
1- التعرض ومنع الطقوس عند ارتداء الحذاء:
ارتداء الحذاء الأيمن قبل الأيسر والخروج وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام.
من اليوم الرابع إلى السادس ربط الحذاء مرة واحدة فقط والخروج، وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطة أ).
من
اليوم السابع إلى التاسع ربط الحذاء وعمل دائرة واحدة فقط، والخروج
وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطتين أ، ب).
من
اليوم العاشر وحتى الثانى عشر: لبس الحذاء والخروج بدون تكرار تلميعه
وتكرار ذلك لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ).
تكرار كل ما سبق من اليوم الثانى عشر وحتى يوم الثامن والعشرين.
لوحظ
تزايد مستوى القلق حين لم يكمل المريض طقوسه المعتادة حتى وصل فى بعض
الأحيان إلى (9) درجات فى اليوم الثانى عشر, ثم عندما تعود المريض على
منع الطقوس بدأ مستوى القلق فى التناقص ووصل فى نهاية الأسبوع الثالث إلى
درجتين أو أقل. وأكمل المريض خطته حتى نهاية الأسبوع الرابع.
2- التعرض لارتداء الملابس بدون طقوس النظام والترتيب:
وضع الملابس على السرير بدون نظام لمدة ثلاثة أيام.
وضع القدم داخل البنطلون مع لمس القماش لمدة ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطة أ).
عدم الالتزام بنظام وترتيب ارتداء الملابس، والبدء كيفما اتفق ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقطتين أ، ب).
عدم النظر فى المرآة للبحث عن أى كسرات فى القميص ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى النقاط أ، ب، ﺟ).
عدم
مطاوعة النفس لعمل أى تعديل فيما سبق ثلاثة أيام + (ما سبق عمله فى
النقاط أ، ب، ﺟ، د)، والخروج مباشرة من البيت وعدم ترك أية فرصة للتراجع.
لاحظ
المريض ازدياد مستوى القلق طالما مكث داخل المنـزل وكان لديه رغبة شديدة
لعمل الطقوس. وفى نهاية الأسبوع الخامس لم يبد المريض أية مقاومة، بل
وأصبح القلق غير موجود تماماً، وأكمل المريض خطته حتى الأسبوع السادس.
3- التعرض ومنع الطقوس الخروج من الحمام (ساعتين):
تم
عمل خطة للخروج من الحمام بعد قضاء الحاجة، والاتفاق مع المريض على
تقليل مدة المكوث بالحمام عشر دقائق كل ثلاثة أيام باستعمال ساعة ومساعدة
الزوجة؛ لاحظ المريض تزايد مستوى القلق كلما قل الوقت بصورة مطردة، ثم
بدأ فى التناقص مع التعود. وبعد (33) يوم لم يتجاوز المريض عشر دقائق فى
الحمام بعد أن كان ساعتين.
4- التعرض ومنع الطقوس للاستحمام المختصر بدون النظام والترتيب والدقة (ثلاث ساعات):
باستعمال
ساعة وبمساعدة الزوجة تم الاتفاق على اختصار مدة الاستحمام (15) دقيقة
كل ثلاث أيام، وتقليل الطقوس تدريجياً - تصاعد مستوى القلق بصورة كبيرة
حتى وصل إلى درجة غير محتملة (1.) درجات فى اليوم السابع. ولم يستطع
المريض التعايش معه أو مقاومته أو تجنبه.
تم تغيير الخطة:
اختصار الوقت (15) كل أسبوع.
الأسبوع
الأول: استخدام الصابون العادى وعدم استخدام أى مطهرات، والامتناع عن
النوم فى البانيو للتأكد من وصول الماء إلى كل أجزاء الجسم.
فى
الأسبوع الثانى: غسل كل جزء من أجزاء الجسم بالليفة والصابونة والماء
مرة واحدة فقط، وعدم تكرار ذلك، وعدم العد + (ما سبق ذكره فى النقطتين
أ، ب).
فى الأسبوع الثالث:
اليوم الأول: غسيل جزء من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الثانى: غسيل جزءين من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الثالث: غسيل ثلاثة أجزاء من أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الرابع: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم الخامس: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم السادس: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد.
اليوم السابع: غسيل كل أجزاء الجسم بدون النظام المعتاد + (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ).
الأسبوع الرابع: تجفيف الجسم بدون النظام والترتيب السابق+ (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ، د).
الأسبوع الخامس: تكرار ذلك مرات ومرات ومرات+ (ما سبق ذكره فى النقاط أ، ب، ﺟ، د، ﻫ).
مع ملاحظة:
أهمية وقف
الطقوس أثناء الاستحمام، وتنبيه المريض أنه كلما ارتفع معدل القلق لدرجة
غير محتملة عليه تأخير أو تأجيل الطقوس ببطأ حتى يتم التعود على ذلك.
الاستعانة بلوة لتحديد الوقت عن طريق استخدام ساعة.
تنبيه المريض أن الشعور بالخوف علامة على التقدم، وأن تحمل القلق والتعود عليه هو الطريق للشفاء.
مرة أخرى لاحظ المريض وزوجته تزايد مستوى القلق حين لم يكمل المريض طقوسه المعتادة كما تعود على أدائها.
وبمرور الوقت بدأ القلق فى التراجع والتناقص حتى وصل فى نهاية الأسبوع الثانى عشر إلى أقل من درجتين.
العلاج المعرفى:
لأهمية العلاج المعرفى الشديدة فى مثل هذه الحالات وفائدته الكبيرة (ارجع إلى
مقال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ).